ولد قبل ربع ساعة من انفجار مرفأ بيروت… حكاية الطفل “نبيل”

تعتبر ولادة الطفل بالفعل حدثًا عاطفيًا للغاية بالنسبة للوالدين. فما بالك عندما تتم الولادة وسط انفجارات مدمرة. هذا ما عاشه زوجان في بيروت الأب “جاد” وزوجته “كريستال”، حيث انتشرت صورة الأب يحمل طفله حديث الولادة بن دراعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أغلب من نشرها ليسو على دراية بالقصة.

لم يكن الوالدين “جاد” وزوجته “كريستال” يتوقعان استقبال مولودهما البكر وسط هذه الأحاث الغير المعتادة، المليئة بالرعب و الخوف وفقا لـ”النهار” اللبنانية، حيث وجدا نفسيهما في مواجهة مجهولة النتائج مع الموت.

بدأت الحكاية بزوجين في قسم الولادة، ينتظران مولودهما الجديد بفارغ الصبر، لكن شاءت الأقدار أن بيروت كانت على موعد مع كارثة عظيمة، فبعد الولادة بحوالي ربع ساعة، كان موعد الانفجار.

ويروي جاد صوايا، ما جرى معه هو وزوجته وطفله قائًلا: “كنا في انتظار طفلنا نبيل، وُلد قبل ربع ساعة فقط من الانفجار، وبينما كنتُ مع الممرضة لتنظيفه والصعود إلى الغرفة، كانت كريستال تخضع للرعاية الطبية، كانت زوجتي في انتظارنا في الغرفة، دخلت مع طفلي للقاء كريستال، وما هي إلا دقائق حتى دوى الانفجار، كنتُ بقرب النافذة عندما سمعت صوت طيران، وما لبثتُ أن استدرت حتى وقع الانفجار، وقعتُ على الأرض وكريستال  وقعت هى الأخرى”.

ويستكمل: “لم نكن نستوعب ما حصل، كل شيء محطم في الغرفة، الزجاج متطاير، ليس هناك شيء في مكانه، توجهتُ بسرعة إلى طفلي وحملته بين يديّ وذهبتُ أبحث عن زاوية للاختباء، كنتُ خائفاً من حدوث انفجار آخر، وبعد دقائق من احتضاني له، عدنا إلى الغرفة، كانت الجروح في جسدي وجسد زوجتي، كان علينا الخروج من هناك بأي طريقة”.

وأضاف: “حملتُ نبيل بين يديّ وحاولتُ مساعدة زوجتي التي لم يمر على ولادتها ربع ساعة، كان علينا النزول 5 طوابق على السلالم، وبينما كان نبيل بين يديّ، وصل رجل وساعد كريستال لم يكن ممرضا كان لديه شقيقه هناك، وهرع لمساعدتنا”.

و يتذكر الأب تلك اللحظات المفزعة: “لم نكن نعرف ما حصل فعلاً، كل ما حولنا دمار ودماء وجرحى كان المستشفى في حالة يُرثى لها، وبعد الاطمئنان على صحة نبيل، توجهت الممرضات لمساعدة باقي المرضى والجرحى، كان هناك 5 ولادات بعد نبيل، كان الكل يريد المساعدة، يركض من أجل أشخاص لا يعرفونهم”.

و يكمل جاد بشكره لشخص ساعده لا يتذكر اسمه : “أريد أن أشكر الشخص الذي ساعدنا، لا أعرف اسمه، وكل الأطباء والمرضى الذين اتصلوا بنا للاطمئنان على صحتنا في اليوم التالي مع أنهم يعيشون وسط الدمار والخراب الذي حلّ بالمستشفى فاتصالهم أثر فينا، بالرغم من الخسائر الكبيرة كانوا يسألون على كل شخص كان موجوداً في المستشفى”.

المصدر: elwatannews

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *